الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية بعد ما راج عن محاولة اغتيالها: الداخلية تنفي وبدرة قعلول تؤكد وتتحدث عن الـمافيا

نشر في  22 مارس 2017  (11:59)

 اثار مؤخرا خبر تعرض مديرة المركز الدولي للدراسات الأمنية والعسكرية الى محاولة اغتيال، ردود افعال متباينة بين النقد والتشكيك وبين التضامن وعدم التصديق، في البداية نشير الى أن بدرة قعلول اكدت تعرضها عشية يوم السبت 18 مارس الجاري وتحديدا على الساعة 16 و35 دقيقة الى محاولة اغتيال من قبل مجهولين على متن سيارتين احداهما على وجه الكراء، مضيفة أن المجهولين استخدما سلاحا كاتما للصوت، وان بلور سيارتها كان مضادا للرصاص وهو ما لم يكن في حسبان الجناة، مبينة ان العملية جدت بالقرب من منزلها بمنوبة.
من جهتها، بادرت وزارة الداخلية بعد ساعات من انتشار الخبر باصدار بيان أكدت فيه  أنها قامت بتسخير فريق من مصالح الشرطة الفنية والعلمية وفريق تفتيش، ووفق المعاينات الأولية التي نفذتها الفرق المختصة تمت ملاحظة وجود آثار خدش صغير بالبلور الخلفي ناتج عن حجارة، حسب بلاغ الداخلية، التي اضافت انه وبتمشيط المكان لم يتم العثور على أي ظرف لطلق ناري، كما تم استفسار سكان الجهة وأفادوا أنه لم يتم الاستماع إلى طلق ناري في المكان.
ونظرا لما جاء في نص هذا البيان وتكذيب وزارة الداخلية ضمنيا، لما أكدته مديرة المركز الدولي للدراسات الأمنية والعسكرية، بادرنا بالاتصال ببدرة قعلول، التي ذكرت في البداية أن الوزارة لم تكذب روايتها، بل أوردت ما جاء في الأبحاث الأولية، مشيرة الى أن الأبحاث متواصلة، وأن فرقا أمنية مختلفة  اتصلت بها وأكدت لها تواصل التحقيق في تِلْكَ الحادثة. مبينة أنه تم اجراء عملية تشخيص ثانية.
وبخصوص استغراب البعض من حديثها حول كون بلور سيارتها مضادا للرصاص، بينت بدرة قعلول أن السيارة تم اقتنائها من احدى السفارات.
من جهة أخرى وردا على الانتقادات التي طالتها وحملة التشكيك، ذكرت محدثتنا أنها ليست في حاجة الى خلق «البوز» والبروباغندا الاعلامية، مشيرة الى أنها متمسكة بروايتها، وواعية بكل حرف جاء فيها، وعن تفاصيل الحادثة بينت أنها كانت بصحبة شقيقتها وابنة شقيقتها البالغة من العمر 5 سنوات، حين لاحظت وجود سيارة من نوع سامبول على وجه الكراء تقف خلفها اثناء توقفها عند الاشارة الضوئية وأن هذه السيارة اطلقت عليها رصاصة على يسار البلور الخلفي للسيارة غير أن بلور السيارة كان مضادا للرصاص لتقوم السيارة بالفرار وتلحقها سيارة أخرى من نفس النوع ولكنها على ملك خاص.
وبينت بدرة قعلول ان صدى الرصاصة كان قويا، وهو ما ينفي كون الأمر متعلقا بمجرد حجارة، مشيرة الى أن الجناة غادروا المكان بسرعة صاروخية، وأنها حاولت اللحاق بهم لكنها لم تتمكن من ذلك، في الأثناء عادت ادراجها للتثبت ومحاولة ايجاد أي دليل، قائله انها عثرت على بقايا زجاج ملقى على الأرض وان الزجاج هو نتيجة تحطم بلور سيارة ثالثة من نوع «غولف» كانت تقف الى جانب سيارتها، وواصلت محدثتنا سرد تفاصيل الواقعة بقولها انها تحولت الى اقرب مركز امن، لكن وباصطحابهم الى مكان الحادثة اختفى ذلك الزجاج.
وذكرت بدرة قعلول انها تلقت في السابق عديد التهديدات منها عثورها على صورة لها وضعت عليها علامة حمراء، مؤكدة انها رفضت التبليغ عن كل تلك التهديدات او المطالبة بحماية أمنية، وهو دليل على كونها لا تبحث عن الضجة الاعلامية من وراء روايتها الأخيرة.
وبينت محدثتنا ان الأبحاث الثانية وضحت ان بلور السيارة خدش بواسطة قضيب حديدي، موضحة ان كل الروايات الصادرة عن الجهات الأمنية لم تنف بعد ما جاء على لسانها، مشيرة الى أنّها عاشت تفاصيل الحادثة التي خلفت لها عديد الأضرار النفسية، موضحة أنها مستعدة للتغاضى عن الموضوع في صورة اذا ما تمت مطالبتها باغلاق الملف نظرا لما قد يشكله من خطر على استقرار امن البلاد.

المافيا تريد اسكاتي

من جهة اخرى اكدت بدرة قعلول وجود فرضيتين لهذه العملية، اولاهما أن الجناة حاولوا تنبيهها وبعث رسالة بهدف اسكاتها اما الفرضية الثانية، فتتمثل في محاولة جدية لاغتيالها، لكن الجناة لم يكن في حسبانهم ان بلور سيارتها مضاد للرصاص، موضحة ان العملية جدت يوم  18 مارس اي تزامنت مع ذكرى احداث باردو ومن المنطقي جدا القول بكون الجناة ارادوا اثارة ضجة في البلاد.
واشارت بدرة قعلول الى ان اكثر ما آلمها هو نجاح الجناة في التشكيك في مصداقيتها، موضحة أنها مستهدفة من قبلهم لأن جل القراءات التي سبق وقدمتها كانت صحيحة وآخرها ما صرحت به قبل ليلة واحدة من الحادثة، حيث اكدت في حوار لها مع قناة «البي بي سي» انه لا يجب السماح للارهابيين بالعودة من بؤر التوتر لأنهم سيكونون اداة تتحكم فيها المافيا ، مبينة أن العملية التي تعرضت اليها ليست ارهابية بل محاولة تصفية من قبل المافيا التي سبق ونبهت الى وجودها في تونس .
وختمت محدثتنا كلامها بقولها ان التهديد كان جديا وانها لا تبحث عن الشهرة من خلال ترويج مثل هذا الخبر، ولا تسعى الى تولي اي منصب سياسي معللة ذلك بكونها سبق ان عرض عليها منصب سياسي ورفضته، وذكرت ان مطلبها اليوم يتمثل في وضع منزلها ومقر عملها ضمن النسيج الامني لا غير، وانها ليست في حاجة الى المرافقة الامنية، مؤكدة أن الجهات الامنية اكدت بداية الامر صحة روايتها ثم تراجعت ولم تستبعد محدثتنا التدخل السياسي في المسألة.

 سنـاء المـاجري